عندما ذاعت شهرة أجاثا كريستي وبدأت ترجمة رواياتها إلى اللغة العربية في أواسط القرن الماضي استغل بعض الناشرين الذين يفتقرون إلى أمانة وأخلاقيات مهنة النشر، استغلوا شهرتها فنشروا باسمها روايات ليست من تأليفها. وبطبيعة الحال فقد بحثوا عن روايات تحمل القدر نفسه من متعة القراءة وبعضاً من لمسات أغاثا المتفردة الساحرة في التشويق.
من الروايات التي نُسبت إلى أغاثا وهي ليست لها، فظلموها بنسبتها إليها وظلموا مؤلفتها الأصلية وظلموا القراء، من تلك الروايات رواية نشروها باسم "الجريمة تدق الباب"، وهي في الحقيقة لكاتبة روايات بوليسية أمريكية محترفة اسمها هيلدا لورنس وعنوانها الأصلي هو "تجميعة الأيادي الأربع"، وهي رواية مثيرة محكمة السَّرْد تحبس الأنفاس، فلم يكن غريباً أن يختارها ألفرد هيتشكوك ضمن مجموعته المفضلة لعام 1959. ومن غرائب المصادفات أن هيلدا ماتت عام 1976، أي في السنة نفسها التي ماتت فيها أغاثا كريستي.
وعلى عادتنا في "دار النجمة" فقد حرصنا على الدقة في نسبة الرواية إلى مؤلفها الحقيقي، فنشرناها باسم مؤلفتها بعنوان "الأيدي الزاحفة"، ونشرنا معها رواية رائعة مثيرة أخرى للمؤلفة نفسها، وهي رواية "المقصورة المهجورة". وكلا الروايتين متضمنتان في المجموعة البوليسية الجديدة، بنفس جودة الطباعة الرائعة التي عرفها قراؤنا في منشوراتنا السابقة وبنفس اللغة العربية السليمة والأسلوب الأدبي السلس الرصين.